المشاركات

صباح اخر

 صباح آخر سيمر بسلام ..تُراه سيمرّ بسلام ؟..  انتفى القرار فوراً.. عند ومض السؤال في رأسي .." لم يسموننا بدول العالم الثالث ؟.." بعيداً عن أنّنا ننتمي لمعتقدات دينية وروحية أكثر منهم ..  ثمّ نسيت أن أتذكر .. بأنّنا نستحق حتى أن نسمّى بدول العالم العاشر ! .. لا.. لا ..لايمكن أن نكون من قائمة العشرة الأوائل في أي شيء.. لأقول إذاً أنّنا نستحق أن نكون في دول العالم الحادي عشر .. لماذا أتكلم بتلك البشاعة و الفظاظة ؟..  لأنّني نسيت أن أروي لكم..  إن كنتم قد نسيتم ..  نحن لا نقول عن الذكر بأنّه رجل ..فقط إن بكي ..حتى نتيجة جرح  الحب ..  نحن نقول عن الأنثى التي تعمل ..و تقوم بواجبات المنزل في آن واحد بأنّها " أخت رجال " ..  هي فيها رقة مهما قويت ! ..  ستبقى تقف طويلاً أمام محلّات شراء الألبسة للأعياد ..مهما تكن ..ومن تكن.. لأنّنا أيضاً نضع المعاقين محط السخرية لننشرها على صفحات التواصل الاجتماعي و" نضحك" في حين تصفحنا أخبار العالم .. بينما هم..هم فعلاً يتصفحون الأخبار..ولا شيء أكثر من نشر صورهم..   لأنّنا إن وقفنا  في صف ال" بنزين " .. نشرنا صورةً معلّقي

احببت مدخنا

 أحببت مُدخّناً، يحرق رئتيه بإرادته الكاملة، يُبرّر لي بأنّ" السيجارة" تُريحه، تُنسيه، و تقتل أفكاره السّيّئة كُلّها، ثمّ إنّها تجعله يصبر على الأوضاع السّيّئة  أيضاً، لم أقتنع، فالسّواد لا يُمحى بالسّواد مُطلقاً، حاولت إقناعه، لكنّه كان مولعاً، لا بل شغوفاً، كلّ محاولاتي باءت بالفشل، على سبيل المثال، قلت له ذات مرة:" إنّها تُضرّ بصحتك، وأنا أخاف عليك، أرجوك أن تحاول الابتعاد عن التدخين هذا الذي يزيد من عنائك" منذ ذلك الحين لم يُشعل " سيجارة واحدة أمامي "، لأنّ مواعيدنا جفّت من بعد تلك الجملة، أو ذلك اللقاء الذي وعدني به أن يقلع عن التدخين..  بحكم سيطرة التكنولوجيا الحديثة على حياتنا، تواصلنا لم ينقطع، بل استمرّ..  كانت المرة الأولى التي يقول لي فيها:" انتظريني سأجلب سجائري وأعود"  " لن أنتظر، تعال..  هل نسيت ؟ "  قررت كتابة هذا و المعاتبة لكنّي فكّرت بمحاولاتي الفاشلة، و بدلت الرسالة ب:" وأنا أيضاً " ..  هنا تحرّكت شرقيته، وجدته يرسل لي على الفور:" حسناً ، لن أشعلها، لم تفعلين ذلك؟ .. هي مُضرّة وأخاف فقدانك،  كانت مشكلتي
 في طرق التعبير عن الحُبّ غالباً تفوز القصائد.. وللقصائد أشكالٌ مُزخرفة ومختلفة، مثلاً : في لونٍ أحمر لوردة جوريّة _تنقل العدوى بلونها لخدّي فتاة عاشقة،_ قصيدة حُبّ أجمل من ألف كلمة" أحبّك".. برأيي إطلاق اسم القصيدة على القصائد الشعريّة فقط أمر ظالم نوعاً ما، فالجميع يعشق، و يُلقي، ويكتب قصائده على طريقته وبقلمه الخاص.  على هذه الحال كُلّ عاشق هو شاعرٌ على طريقته .. الموسيقا شعر حين تُهدى، اللوحات أيضاً، و النظرات كذلك.. النظرات أجمل القصائد.. و لهفة الأماكن أيضاً.. وفنجان القهوة الراقص مع يدين مُرتبكتين لعاشق في الموعد الأول.. في كلام " إنها تُمطر في الخارج، افتحي نافذتك لتستقبلي قلبي المُبلّل.." ألف قصيدة، ومليون حُبّ.. للتأكيد : الكُلّ شاعرٌ على طريقته.. **** ما بقصد أيّ إساءة للشعراء، وآسفة سلف عالضيّاع❤

لا توقظني ارجوك

 لا توقظني أرجوك!  فأنا على متن طائرتي الورقية .. نصنع معاً حلماً لطائرة معدنية تطير في ال"هناك" .. حيث كل الأمل.. وحيث اللاشيء .. موجودين.. تفحّص ملامح وجهي أثناء  نومي جيداً.. أنا أبتسم إن حلمت بوجهك.. أبكي إن حلمت بوجه أبي .. أطلق النكات والضحكات إن حلمت بوجه إحدى صديقاتي.. وأقول كلاماً غير مفهوم قط ،عندما أحلم بوجه التعب ..  لا توقظني الآن.. فأنا أحلم.. تأمّل حلمي، وخمّن ما هو.. لربّما أنا أُحلّق عالياً الآن ، ولكن بعيداً عنك.. تعال إلى حلمي ، فأنا لا أطيق البعد ،والمسافات تكاد تقتلني.. ماذا؟..تخاف من رصاص الحرب؟.. ياعزيزي في الأحلام لا يوجد حرب .. في الأحلام الحرب هي كذبة شيطانية مشلولة .. لذلك ،لا مكان للحرب بين أحلامنا.. لا مكان لأيّ من الحجج أمام تحقيق أحلامنا!  وليس هنالك فراغ من الوقت مخصص لك إلى الأبد.. تعال الآن .. فأنا أحبّك الآن .. ولا أضمن نفسي للغد ! ..  لا أضمن أن تُشرق الشمس لأفتح عيني لها ،وتحاول تقبيلهما كعادتها ! لا أضمن حضوري في جسدي وماديّتي إلى الغد.. فأنا الآن أحيك حلماً وطائرتي الورقية التي تحاول أن تطول السماء وتقطف غيمة.. أمّا غداً؟.. لربّما لن تجد

الرسالة الثانية الى رجلي الاول

 الرسالة الثانية إلى رجُلي الأوّل.. لم أعتقد يوماً أنّي من المُمكن أن أقولها لك:" مرحباً" يصعب عليّ قولها رغم بساطتها.. كيف كُنت تُردّد فعل ذلك دوماً، في الليالي القليلة التي جمعتنا؟، بكلّ البساطة التي تمتلكها، تُناديني بصوتٍ يجعلني أعتقد أنّك بعيدٌ عنّي أمتار كثيرة، ومن ثُمّ تقول لي:" مرحبا!!"، لم يتغير شيء سوى أنّ بُعدك تحقق..بُعدُك الذي لم أشعر به يوماً، إلّا حين تنهش التواريخ من قلبي كما الآن.. كم اشتقتُ أن تُناديني، ولو موبّخاً..!( رغم أنّك لم تؤنّبني يوماً، ولم تقم بتوبيخي..)  كم أشتاق أن أُمسك يدك ظنّاً منّي أنّك لن تشعر بلمستي، لكنّك كُنت تشدّ على يدي كم أشتاق لردة فعلك هذه حين كنتُ أُحاول تعكير نومك الهانئ..  يا أبي!  كم أحتاج أن أقولها لك، كم أشتهي أن أعانقك.. أشتهي أن تُناديني، كما كُنت تفعل.. وأشتاق.. أشتاق كثيراً، و هذا الشوق يكويني!  لم رحلت باكراً؟.. هل كُنت أنا أحد أسباب رحيلك؟.. علينا أن نجتمع يا أبي.. فابنتك بحاجة عناق منك..( أعرف أني كرّرت ذلك) بحاجة رائحة التبغ المعشعشة في قُمصانك، و بحاجة دُخان سيجارتك التي انطفأت، واحترق بدلاً منها البنية التحت

سأحاول

 سأُحاول قدر الإمكان أن أكون قريبةً منك، سأحملُ طعامك المُفضّل في قلبي وسوف أُفضّله أنا أيضاً.. سأشتري قفصاً وزوجين من ال"كناري"، هذه العصافير التي كُنت تُحبُّها، و التي كان لها حياةً معك أطول من تلك التي قضيناها سوياً..  سأتعلّم مهنتك، و أُصلّي على طريقتك، سأذهب للصيّد، سأصيد السمك و الطيور و الأرانب، سأُدخّن كثيراً، سأستمع إلى الأغاني و المواويل و القصص المُغنّاة التي كُنت تُسمعني إياها في فترة انقطاع التيار الكهربائي، ستكون هُنا، مرّات عديدة، و إلى الأبد، دون أن تكون..  ستكون هنا..  في قلبي.. #هامش: سوف لن يزول أثر وجودك من هُنا، فأنا سأملأ المكان بك، ولن أدعك لتغيب تماماً، كما تنام الشمس في أحضان سواد الليل.. الرسالة الأولى إلى رجُلي ا لأوّل..

لست ادري

 مرحباً.. لستُ أدري لمن أكتب الآن، لكنّي سأُرسل الرسالة إلى عُنوان بيتك القديم على أية حال، أو لنقُل إلى آخر ما تبقّى منك لي، إلى آخر مكانٍ أعرف أنّك به ليس المُهم إلى أين ستُرسل هذه الكلمات، المهم ألّا أراها مرميّةً كالزجاج المكسور، مُتطايرةً على الإسفلت تبحث عن ملجأ يوقف الورقة التي كُتبت عليها رُبّما لن تقرأ.. لكنّي بحاجةٍ كبيرة أن أكتُب، بلا أيّة فكرة، مُجرّد سرد، أو حتى "فضفضة خفيفة"، شُكراً إن قرأت، هل ستُصدّقني إن أخبرتك أنّك في بُعدك عنّي أصبحت أقرب؟.. أراك في كُلّ مكان، يقول لي نسيانك: لن تفعلي كُلّما ابتعدتُ أراك هُنا أكثر.. هل تشعر بقربي أنت أيضاً؟ أم أنّ الغياب بالنسبة لك أمرٌ عاديّ؟.. علّمني بُعدُك أن أراك بصورة أوضح، علّمني أن أراك من كُلّ زاوية، بكامل مساحات رؤيتي، وعدستي نظارتي السميكة التي كُنت تكرهها علّمني بُعدُك أن أرى الموت بشكلٍ أكثر إنسانيّة، البارحة حدّثته كأنّه أنت، كُنّا قريبين جدّاً، لكنّه لم يرض أن يأخذني معه، قال إنّي أليق بالأرض أكثر،( هل اقتنعت الآن بأنّي لستُ نجمةً مكانها السماء؟)، طبع الموت قُبلة على جبيني لها شكل النُدب.. علّمني بُعدك ألّا أظ